مفهوم السحر على ضوء القرآن الكريم 3

إن الإتكالية أو الإعتمادية تعني إنعدام روح المبادرة لدى الشخص بانعدام إرادته وضعفها. وترجع نشأتها لأسباب أبوية وأسباب بيئية . فالطفل الذي يتلقى عناية فائقة مبالغا فيها من طرف الأمهات والآباء في تقديم حاجات حياته دون معاناة ، يغدو موسوما بضعف الإرادة والإتكال على الغير في جميع لوازم الحياة، فيصبح يرى أن الشيء لا يمكن أن يكون شيئا إلا إذا رآه في يد أحد أبويه ، خصوصا أمه التي صنعت له هذا المنظار الخاطئ...فلم تكن تترك له فرصة التعبير عن نفسه حينما يحتاج إلى التغذية بل تسارع في تقديم الثدي إليه ولو كان غير جائع...ويسارع الآب في تقديم اللوازم للطفل قبل أن يحس بحاجته إليها ...وهكذا يتعلم الطفل الإتكالية على الغير حتى في تفسير مفاهيم الحياة الواضحة حوله... فهو لا يرى الحقيقة إلا من خلال ما يقوله الآخرون. وجاءت المدرسة الأساسية عندنا في الجزائر إلى تضخيم هذه العقدة بشكل أكبر. فكان برنامج المدرسة الأساسية مكثفا لدرجة تفوق الوقت اللازم لدراسة المعطيات ، فلم تكن هناك فرصة للتفكير أبدا ، الأمر الذي يعدم روح المبادرة لدى التلميذ بشكل مخيف مستقبلا وهو ما حدث فعلا للطلبة الذين تخرجوا من المدرسة الأساسية. ومنه فإن كثافة البرنامج تؤدي إلى إنعدام الخيال،وانعدام الخيال لدى التلميذ يؤدي إلى إنعدام القدرة على التفكير، ومنه إلى إنعدام الروح النقدية فيأخذ الحقائق كما تعطى له دون القدرة على مناقشتها ، ومنه إلى الإتكال على الغير في جميع مطالب الحياة، وهو ما يلاحظ ملموسا في خريجي المدرسة الأساسية إلا من رحم ربك. ونتائج أخرى لا يتسع المقام لذكرها... ومنها أنه لا يمكن الإنكار من طرف تلامذة المدرسة الأساسية أنه لم ينقل ولم يغش في يوم من الأيام، ذلك لأن كثافة البرنامج بالنسبة للتلميذ هو الفكرة التي تدعوه إلى الغش دون تراجع لرؤيته في أن العمل الجاد أو الحفظ أمرا مستحيلا.... إن الإتكالية ذات الطابع البيئي والأبوي عملت مشوارا كبيرا في تحطيم مجتمعنا تحطيما لا يمكن القيام بعده على الإطلاق. وهذه الإتكالية تجعل الشفافية والوضوح من المستحيلات لأن صاحبها ينظر بعيون الغير ، مستعملا نظارات طبية مع عدم إحتياجه إليها ، وهو يملكها بموجب وصفة طبية خاطئة. ولا أقل فقط أن هذه الإتكالية هي التي جعلت إستقبال المعلومات الخاطئة أمرا عاديا بل أنها هي السحر نفسه، وصاحبها مسحور لا محالة.
ثانيا التـعريـف العلـمي للسـحـر:
يرى العلم أن السحر ما هو إلا مفاهيم متنكرة للعلم، ونظريات لها تفسير علمي أخذت صبغة سحرية بحكم مجاهيلها التي إختفت عن التفكير المنطقي... وسحريتها هذه تزول بمجرد معلوميتها.
الساحر الذي يستعمل السحر لإيذاء الناس يكون قد أخذ موادا سامة تخضع لمعادلات كيميائية في تركيبها ومضبوطة ضبطا رياضيا في قالب علمي ووضعت في صبغة سحرية لإيهام الناس وخداعهم وإبعادهم عن إكتشاف الحقيقة علميا .
وإذا أردت مثلا أن تجعل كل شيء يسعى في نظر شخص ما ، فعليك أولا باختيار الشخص المناسب وليكن واحدا من الذين تأثروا بالتعريف الوهمي للسحر(نظرية القدرة الخاصة) ليكون الإيحاء فيه سريع المفعول ، ولأن العملية لاتتم إلا إذا كان الشخص مؤمنا بالسحر إيمانا تاما ، وعند ذلك تأتي بنبتة من النباتات وهي ليست من السحر في شيء سوى أن دخانها له خاصية الأختفاء بسبب كثافته وله خاصية فيزيائية تتمثل في الحركة الأفقية الإهتزازية ، وعندما تجعل دخان هذه النبتة بين الشخص المدوخ بنظرية القدرة الخاصة، وبين الأشياء المراد رؤيتها في حالة حركة ، فإن حركة هذا الدخان الإهتزازية الأفقية توهم حاسة الرؤيا في أن هذه الأشياء هي التي تتحرك وليس الدخان . والقرآن يشير إلى هذا الفهوم في الآية :"فلما ألقوا سحروا أعين الناس وجاءوا بسحر عظيم".
وترى القمر والنجوم تتحرك إذا كان بيننا وبينها سحابة متحركة .إذ أن حركةالسحاب توهم حاسة الرؤيا في أن الأجرام هي التي تتحرك .
ويتعلق الأمر عندئذ بالإتجاه الفكري للإنسان ، فإذا كان يميل إلى تفسير الظواهر تفسيرا علميا فإن أبا بكر الرازي يتحرك بداخله فيهتدي إلى تفسير الظاهرة تفسيرا طاهرا خاليا من أي أثر للوهم والشعوذة ويجد الجواب الشافي.
اما إذا كان يميل لتفسير الظواهر تفسيرا سحريا فإن صاحب كتاب الصارم البتار.... يتحرك فيه ويهتدي إلى الجواب الوهمي . ويرجع ذلك إلى البئة التي عاشها هذا الإنسان المؤمنة بالسحر من جهة ،ومن جهة أخرى إلى الأفكار السحرية التي يتلقاها من فئات معينة.
إن الفئة التي تزرع مفهوم السحر بصورة مظللة في الأوساط العربية والإسلامية البريئة تعرف جيدا أن العرب أذكياء جدا لدرجة معروفة في العالم ، فإذا وصلت العرب إلى العلم والتكنولوجيا أكلت العالم أكلا لمـا ،بسبب الرسالة المقدسة التي هي موكلة بها.ولذلك عمدوا إلى إبعادهم عن العلم وتشبيعهم بالأفكارالسحرية ، بل وتفسير معظم الظواهر العلمية تفسيرا سحريا. وتوجد سلسلة من كتب قصص الأطفال تباع في المكتبات ، وهذه الكتيبات تحوي قصصا محورها الأساسي هو السحر، وذلك من أجل تربية هؤلاء الأبرياء تربية سحرية فيميلوا مستقبلا إلى الإعتماد على السحر في تفسير الظواهر العلمية.
إن العالم في نظر هؤلاء كان قد عانا الويلات من العرب أثناء الفتوحات الإسلامية حيث كان العالم آنذاك يعتمد على قوة السيف ، ولما تحول العالم من قوة السيف إلى القوة الفكرية فقدت العرب والمسلمون سيادتهم على الكون بسبب تأثرهم بالتفسيرات الوهمية الخاطئة التي يقودها أهل الظلال ، ولسبب تفسير الآيات العلمية تفسيرا يعتمد على النحو والصرف ، في حين أن الآيات العلمية لا تفسر إلا بالعلم نفسه والذي يوجد في القرآن لا غير.
في هذا الوقت بالضبط والذي نحتاج فيه إلى العلم دون إختيار وبصورة حتمية لا مناص منها دفاعا عن الوطن والإسلام والمسلمين، تأتينا دفعة كتب تفسر لنا المفاهيم العلمية في صورة سحر .
وإلى هؤلاء نقول أننا في حاجة ماسة إلى كشف القناع عن المتكلمين في السحر أكثر من كشف القناع عن السحر نفسه ، ثم بعد ذلك نكون في أشد الحاجة إلى العلم لا السحر، لنلتحق بالركب الذي فاتنا ،ولننصر الإسلام النصر الحقيقي لا النصر الوهمي.
إن الذي يفسر الحوادث تفسيرا سحريا هو شخص مريض بالضرورة لأن إستجابته للتفكير المنطقي إستجابة ضعيفة جدا... فتراه يهرب من المنهج العلمي إلى كلمة(.. قالوا ..) و(..سمعنا..) فيعتمد على أذنيه أكثر من عينيه بمعكوس الشريعة الإسلامية تماما وهو بذلك يظن أنه مسلم (وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) .
والذي تتوفر فيه هذه الحالة المرضية تجده شخصا مقودا غير قائد فيعتمد على الناس في قضاء أموره أكثر من إعتماده على نفسه فيتحول إلى شخص إتكالي وتقوده هذه الحالةإلى أن يستمع لأقوال الناس دون مناقشة حتى ولو كانت خاطئة وبالتالي يكون منقادا تحت راية زوجته ومنه تجده أشد الناس دفاعا على حرية المرأة وأكثرهم تمسكا بها.

كل ما أعرفه هو أن السحر غير موجود إطلاقا
وإنما السحر هو خدع البصر
ومن يؤمن بهذا ( اليهود ) لعنهم الله
أما العرب فهم أهل البلاغة ، لذلك جاء القرآن عربيا فأمنوا به
أما اليهود فنزلت عليهم التوراة والإنجيل والزابور فقالوا سحرا ، إنما هو سحر مبين
حتى القرآن قالوا عليه سحر ، فإن مجتمعاتنا تعاني من هذا المشكل
حيث أن القرآن المكتوب ضنوا أنه سحر ، ورموه في المزابل
فتشبعوا بثقافة اليهود ( عرب تشبعوا بثقافة اليهود pale

)
ولكن الله يرى كل شيء وسيعاقبهم جميعا

مفهوم السحر على ضوء القرآن الكريم 3 Fleur-coquelicot_2046

مشكورة على الموضوع