الحركة البادسية
مرحبا بكم في منتديات الحركة البادسية
الحركة البادسية
مرحبا بكم في منتديات الحركة البادسية
الحركة البادسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ياسين
Admin
ياسين


عدد الرسائل : 523
العمر : 33
الأوسمة : الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند Aw110
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند   الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند Icon_minitime1السبت 11 أكتوبر - 15:43

الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباندالحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند Spacer

موقع القرضاوي/ 11-10-2008



الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند 2_6397_1_11
أبو الحسن الندوي واحد من عمالقة الفكر ومؤسسي الندوة
في سنة 1980م دعيت إلى زيارة الهند من جهتين: الأولى: من العلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء بالهند لزيارة (دار العلوم) التابعة للندوة، وما يتبعها من كليات ومعاهد، وإلقاء عدد من المحاضرات العامة على الأساتذة والطلبة جميعا. وقد أرسل بذلك رسالة إلى أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد حفظه الله، فوافق عليها مشكورا.


والثانية: من جامعة الهند العريقة، أزهر الهند: جامعة (ديوبند) الشهيرة التي خرجت ألوف العلماء في شبه القارة الهندية: الهند وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان وغيرها من بلاد الأقليات الإسلامية حولها. وذلك بمناسبة الاحتفال بالعيد المئوي للجامعة، وقد دعوا لهذه المناسبة علماء الدين من أنحاء العالم العربي والإسلامي.

وجاءت رسالة الجامعة إلى الشيخ خليفة أيضا، فلم يتردد في الموافقة عليها.

ولكني أحرص دائما: أن أجمع رحلاتي المتعددة ما أمكن، وأختصرها في سفرة واحدة، وهو ما فعلته هنا، فقد اتفقت مع أحبتي في ندوة العلماء: أن أربط زيارتهم باحتفال جامعة (ديوبند)، إما قبلها وإما بعدها، فرأوا الأنسب أن يكون قبلها.



الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند 2_6396_1_11
دار العلوم من أهم المؤسسات الدينية في الهند
فتأهبت للسفر إلى نيودلهي، ومنها آخذ الطائرة إلى لكنهو، ولكني في المطار فوجئت بشيء لم يكن في حسباني، وهو: أني لم آخذ تأشيرة لزيارة الهند، ففي زحمة المشاغل والأعباء المتراكمة نسيت هذا الأمر البديهي؛ لأن جوازي القطري أدخل به إلى بلاد كثيرة في العالم العربي دون الحاجة إلى تأشيرة، بل أظن أن بريطانيا في ذلك الوقت لم تكن تحتاج إلى تأشيرة، كنت أدخل لندن بدون شيء، كما يدخلون هم قطر بدون شيء، ولم يكن لدي أي سكرتارية تعنى بهذه الأمور الإدارية وتكفيني إياها، فلما سألوني في المطار: أين الفيزا؟ أسقط في يدي، وتحيرت ماذا أقول؟ وماذا أفعل؟ ورأيت نفسي في كربة دعوت فيها بدعاء ذي النون عليه السلام في بطن الحوت:
{لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الانبياء:87].

وقد لاحظ الموظفون حيرتي وارتباكي، فرقق الله قلوبهم لي، وأشفقوا علي، وكان جوازي جوازا خاصا، فنظر بعضهم إلى بعض، أن يمشوا الأمر، ويمنحوني تأشيرة من المطار، وأشار بعضهم: أليس معي (مَنِي)؟ وكان معي بعض الدولارات، فأعطيتهم إياها. وأعتقد أنه لا مانع شرعا من مثل ذلك، للخروج من هذا المأزق، للضرورة أو للحاجة التي تنزل منزلة الضرورة. وقد قال الله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:173].

وقد تنفست الصعداء حين خرجت من دائرة الجوازات، وحمدت الله تعالى أن كشف هذه الغمة، وسهل هذه المهمة، وأنا أهوى الدعاء بتيسير كل عسير، وأحب دعاء سيدنا موسى: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} [طـه:25،26]، وعلى لساني دائما: رب يسر وأعن. فالحمد لله الذي يسر أمري، وسهل طريقي.
إلى لكنهو


وحين خرجت من مطار نيودلهي، وجدت أحد الإخوة الندْويين ينتظرني، ليصحبني إلى مدينة (لكهنو) عاصمة الولاية الشمالية، والتي هي مقر ندوة العلماء.

وفي مطار لكهنو وجدت عددا كبيرا منهم ينتظرونني، وقد تجمعوا لاستقبالي، وعلى عادتهم معهم عقود الورود والأزهار، يطوقونني بها. وذهبت معهم إلى الفندق الذي أقيم فيه، قبل أن يصحبوني إلى مقر الندوة.



الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند 2_6398_1_11
الشيخ شِبلي النعماني من آباء الندوة ومؤسسيها الكبار
وفي دار العلوم: التقيت بعلمائها الذين تميزوا على غيرهم بأنهم يجمعون بين العلم والعمل، وأن الجانب الرباني حي في نفوسهم، ورثوه من آباء الندوة ومؤسسيها الكبار: الشيخ شِبلي النعماني، والسيد سليمان الندوي، والسيد عبد الحي الحسني، وعلامة الهند اليوم السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي، فكلهم نجوم هادية، ومنارات إيمانية، يعلمون العلم يملئون به الرؤوس، ويعلمون الإيمان يزكون به النفوس؛ ولذا نرى طلاب الندوة طرازا فريدا من المؤمنين الصادقين، الذين يتعلمون فيعلمون، ويعلمون فيعملون، ويعملون فيخلصون، ويخلصون فيقبلون، إن شاء الله.


ظللت نحو عشرة أيام في رحاب ندوة العلماء، ألقيت فيها عددا من المحاضرات في مختلف مجالات العلوم الإسلامية: في التفسير والحديث والعقيدة وأصول الفقه والفقه، والدعوة والفكر الإسلامي، وفي التصوف الإسلامي. وخطبت الجمعة في مسجد الندوة، كما زرت بعض المؤسسات الإسلامية في المدينة، وحاضرت فيها، وفي بعض المدارس التابعة للندوة.

وأذكر أني ألقيت محاضرة عن الجانب الرباني في حياة المسلم، وقد حفلت المحاضرة بآيات القرآن وأحاديث الرسول، وآثار السلف، وأقوال الصوفية، وقد دهش الإخوة في الندوة لهذه المحاضرة وتأثروا بها غاية التأثر، وقالوا: إننا اكتشفنا فيك ما كنا نجهله، وقد كنا نحسبك مجرد رجل علم وفكر، وليس رجل قلب وروح، ولكن ما سمعناه ولمسناه لم يكن مجرد كلمات يقولها اللسان، بل كانت من القلب إلى القلب.

وكان الشيخ أبو الحسن غائبا عن الهند، فلم أحظ بوجوده، واستمد منه روح القوة، وقوة الروح، لم ألقه إلا في نيودلهي بعد أن أمضيت المدة المقررة لي في لكنهو. وعندما ودعت الإخوة في الندوة، وسافرت إلى نيودلهي متجها إلى ديوبند، لقيت الشيخ فيها، وقد تعانقنا بحرارة، وقال: أخبرني الإخوان: أنك أسرت القلوب، وسحرت العقول! قلت: إنما أستمد القوة بعد الله منكم! وما أنا إلا كبائع التمر إلى هجر!

وكان الطلاب يحيطون بي ويسألونني أسئلة مختلفة، بعضها في الفقه وأصوله، وبعضها في القرآن وتفسيره، وبعضها في الحديث وعلومه، وبعضها حول العقيدة بين السلف والخلف، وبعضها حول الفلسفة الإسلامية، وبعضها حول التربية وأصولها، وبعضها في اللغة العربية (النحو والصرف)، وكانوا بحمد الله يجدون عندي الجواب، وهو ما جعل بعض أساتذة دار العلوم ينوه بهذه الثقافة (الموسوعية) كما سماها. والحمد لله على ما أعطى وأجزل.
إلى الاحتفال بالعيد المئوي لديوبند


من نيودلهي، انتقلنا بالسيارة مع بعض العلماء المدعوين إلى (ديوبند) للاحتفال بالعيد المئوي لهذه الجامعة العريقة، التي تخرج فيها ألوف العلماء في شبه القارة الهندية، فمعظم علماء الهند وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان وسريلانكا ونيبال، والأقليات المختلفة حول الهند الكبرى من خريجي هذه الجامعة.

كانت هذه الجامعة في الهند أشبه شيء بالأزهر في مصر: كانت على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وعلى مذهب أبي حنيفة في الفقه، ويشوبها نزعة صوفية سنية أقرب إلى الاعتدال، وأبعد عن الشركيات والمبتدعات التي عرفت بها بعض الفصائل في الهند.

وسميت الجامعة باسم القرية التي نشأت فيها (ديوباند) على بعد 150 كيلو متر من نيودلهي. وكانت الجامعة قد أسست منذ 115 مائة وخمسة عشر عاما، ووجد علماؤها الكبار: أن الجامعات تحتفل بمرور مائة سنة، للتعريف بإنجازاتها، وجذب الاهتمام إليها، فقرروا أن يحتفلوا بهذه المناسبة، وإن كان العيد المئوي قد مر منذ خمس عشرة سنة، فدعوا علماءها وخريجيها خلال السنوات الماضية، كما دعوا علماء من أنحاء العالم ليشاركوهم هذه المناسبة، كما دعوا أبناء الهند الذين استفادوا من علمائها: أن يشهدوا هذا التجمع الإسلامي العالمي الكبير.

ولقد شهدت بعيني هذا الزحف الكبير على ديوبند من نيودلهي: فهناك من يركبون الحافلات (الباصات)، ومن يركبون سيارات الأجرة الصغيرة (التاكسي)، ومن يركبون سيارات النقل يكدسون فيها تكديسا، ومن يذهبون بالقطارات إلى أقرب مسافة من (ديوبند) ومن يركبون الدراجات، ومن يركبون أرجلهم، أعني: يمشون على أقدامهم هذه المسافة.

الطرقات كلها مشغولة ومزحومة: بالمواصلات وبالناس من كل حدب وصوب.

ولكن كيف تسع هذه القرية الصغيرة الناس؟ وهي وسط المزارع والحقول؟

الواقع أن المسؤولين في الجامعة أحسنوا اختيار الوقت، حيث كان وقت حصاد، والأرض خالية من الزرع، وقد استأذنوا الأهالي أصحاب الأراضي من حولهم: أن يستخدموا أرضهم في الاحتفال، فأذنوا لهم، فنصبوا خيمة كبرى تسع نصف مليون أو أكثر، وخياما من حولها، وجاء الكثيرون بخيام معهم فنصبوها في المنطقة، وظل كثيرون بغير خيام، وإنما يفترشون ما تيسر لهم وينامون عليه.

ورأيت بعيني رأسي أكبر تجمع بشري في حياتي بعد الحج: حوالي مليونين من البشر، فإن أكبر تجمع رأيته قبل ذلك: تجمع المصلين على جنازة الإمام المودودي في لاهور، في أكبر ناد رياضي (استاد) بها. وكان حوالي مليون شخص. وهذا التجمع حوالي الضعف من ذاك. وقد تجمع فيه من العرب والعجم، والشرق والغرب، ومن إفريقية وأوربا وأمريكا واستراليا، ومن كل مكان في العالم.



الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند 2_6395_1_11
افتتحت أنديرا غاندي الاحتفال بمئوية جامعة ديوبند
وافتتحت هذا الحفل الكبير رئيسة وزراء الهند: أنديرا غاندي، بكلمة قوية، تحدثت فيها عن الإسلام والمسلمين بما يناسب المقام.


وتحدث رئيس الجامعة سماحة العلامة الشيخ الطيب القاسمي رحمة الله عليه.

كما تحدث الداعية الكبير الشيخ أبو الحسن الندوي.

وتحدث كثيرون عن بلدانهم وأقطارهم.

وتحدثت كذلك بكلمة ذكرت فيها المسلمين في الهند بواجبهم نحو إسلامهم، ونحو جماعتهم. وأذكر مما قلت في هذه الكلمة التي ارتجلتها:

إن المسلمين في الهند أقلية بالنسبة للأكثرية الهندوسية، ولكن هذه الأقلية تمثل التجمع الثاني للمسلمين في العالم. بعد انقسام باكستان إلى دولتين: أصبح المسلمون في الهند التجمع الثاني للمسلمين بعد إندونيسيا.

ولكن هذه الأقلية الكبيرة للأسف الشديد غير متلاحمة ولا متماسكة، على عكس الأقليات في أنحاء العالم. كل الأقليات تتضام وتتلاحم وتتساند فيما بين بعضها وبعض، إلا الأقليات المسلمة كما نرى في الهند.
لماذا يجافي بعضنا بعضا؟ بل لماذا يعادي بعضنا بعضا؟


كن ديوبنديا، أو كن ندويا، أو كن إصلاحيا، أو كن من أهل الحديث، أو من الجماعة الإسلامية، أو من البريلويين، كن سلفيا أو صوفيا، كن مذهبيا أو لا مذهبيا. ألست مسلما؟ ألسنا نلتقي في المسجد على الصلاة؟ ألسنا نلتقي في الحج والعمرة عند الكعبة؟ ألسنا نصلي إلى قبلة واحدة؟ ألسنا نقرأ مصحفا واحدا؟ ألسنا نؤمن بنبي واحد؟ ألسنا نجتمع على الحد الأدنى مما يصير به المسلم مسلما؟ ألسنا نشهد جميعا: أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟!

فلماذا نتفرق شيعا وأحزابا وفرقا؟ وكتاب ربنا ينادينا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [لأنفال:46].

وأحاديث نبينا تنادينا: "لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا"[1]، "لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bdss.yoo7.com
 
الحلقة الحادية عشرة: زيارة مهمة للهند إلى لكنهو وديوباند
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحركة البادسية  :: المنتدى الإسلامي :: القســـم الإسلامي العام-
انتقل الى: