الله يلعن الإرهاب

مقتل ثمانية جنود في انفجار شاحنة ملغومة شرق الجزائر
الأخضرية (الجزائر) (رويترز) - انفجرت شاحنة ملغومة يوم الاربعاء في ثكنة عسكرية شرق الجزائر متسببة في مقتل ثمانية جنود في أسوأ هجوم أعلن جناح تنظيم القاعدة في شمال افريقيا المسؤولية عنه منذ الهجوم الانتحاري الثلاثي في ابريل نيسان.
وقع الانفجار في قرية الأخضرية على بعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة في منطقة القبائل المضطربة شرق البلاد وجاء قبل ساعات من افتتاح دورة الالعاب الافريقية الحدث الرياضي الهام الذي تستضيفه الجزائر هذا العام والذي يعتبر اولمبياد افريقيا.
وقال صاحب مقهى في الأخضرية المحاطة بغابات جبلية طالما استخدمت كمخابئ من قبل متمردين اسلاميين يسعون لتحويل الدولة المصدرة للغاز العضو في اوبك الى دولة اسلامية "سمعت انفجارا مروعا... اعتقدت في باديء الأمر انه زلزال ولكن على الفور علمت أنه هجوم على الثكنة."
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية عن مصادر أمنية قولها ان الانفجار الناجم عن شاحنة ملغومة وقع الساعة 0530 بتوقيت جرينتش وقتل ثمانية وأصاب 23 جميعهم من جنود الجيش الجزائري.
ولم تشر الوكالة الى المهاجمين لكن السكان ذكروا تقارير غير مؤكدة بأن انتحاريا تمكن من دخول الثكنة عندما قدم نفسه على انه سائق شاحنة الطعام ونفذ الهجوم.
وقال سكان ان قنبلة أخرى انفجرت قرب مجموعة من قوات الامن كانت تقوم بدورية قرب قرية تيقزيرت في نفس المنطقة في وقت لاحق يوم الاربعاء متسببة في مقتل شخص واحد وإصابة آخر.

وقالت قناة الجزيرة الفضائية ان جناح القاعدة في شمال افريقيا المعروف باسم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قال انه مسؤول عن تفجير الشاحنة الملغومة في وقت سابق وقال انها كانت مهمة انتحارية.
وقال متحدث باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في تسجيل صوتي اذاعته القناة التلفزيونية ان المهاجم نجح في الدخول الى قلب الثكنة ثم فجر شحنته الناسفة.
وعرف المتحدث المهاجم الانتحاري باسم سهيل ابومالح وقال ان اكثر من طن من المتفجرات استخدم في الهجوم.

وسيكون هذا الهجوم الانتحاري النادر اذا تأكد الاول من نوعه منذ الهجوم الانتحاري الثلاثي الذي أسفر عن مقتل 33 شخصا في الجزائر في 11 من ابريل نيسان وأعلن جناح القاعدة في شمال افريقيا ايضا مسؤوليته عن هذه الهجمات.
وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني لراديو الجزائر ان الهجوم لن يمنع السلطات من مواصلة حربها على الارهاب دون ان يخوض في تفاصيل الخسائر البشرية الناجمة عن الانفجار.
وقتل ما يصل الى 200 ألف شخص في أعمال العنف بالجزائر منذ عام 1992 عندما شن أنصار حزب اسلامي أصولي محظور الان كان على وشك الفوز في الانتخابات في ذلك العام تمردا مسلحا فيما بعد على الدولة.
وتراجع العنف في السنوات الاخيرة وسط عروض متتالية من الحكومة بالعفو عن المتشددين ولكنه يندلع بين الحين والاخر أساسا في منطقة القبائل والمناطق القريبة.

وفي حادث في الآونة الأخيرة انفجرت قنبلة في الخامس من يوليو تموز قرب سيارة والي تيزي وزو في أول محاولة اغتيال منذ سنوات تستهدف مسؤولا حكوميا محليا وأصيب شرطي ولكن والي تيزي وزو حسين معزوز لم يصب بأذي.

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة طلب من الجيش الاسبوع الماضي تكثيف الهجمات على المتشددين واصفها اياهم بأنهم أعداء الشعب.
ومازال عشرات من المتمردين الاسلاميين مطلقي السراح في منطقة القبائل نظرا للروابط الاسرية والصلات الاجرامية والموقع المنعزل للمنطقة. وتعتبر المنطقة معقلا للبربر الذين تربطهم دوما علاقات متوترة مع السلطات وينظمون احتجاجات على ما يقولون انه تمييز الذي تمارسه الاغلبية العربية ضدهم.
وقال الخبير الامني أنيس رحماني ان الهجوم الذي وقع بعد ثلاثة شهور من هجمات 11 من ابريل يوضح فيما يبدو أن تنظيم القاعدة قرر استخدام الهجمات الانتحارية.
ويقول صحفيون ان هجمات 11 من ابريل كانت أول هجمات انتحارية منذ اندلاع العنف في الجزائر عام 1992 .

وقال رحماني ان الهجوم الانتحاري كان متوقعا خاصة بعد أن نجحت الاجهزة الامنية في الحيلولة دون وقوع أي هجوم انتحاري خلال ثلاثة شهور.