[color:4966="blue"][color:4966="Blue"][SIZE="3"]ضرب الإسلاميين بالإسلاميين
طفا إلى السطح مرة أخرى النزاع الذي عمر دهرا، وسُكِّت عصرا بين مناصري جاب الله في حركة النهضة ضد إخوانهم من الحركة ذاتها، حيث أخرج هؤلاء جاب الله وأعوانه من النافذة ليجدوا أنفسهم في سعة من العيش والسياسة في ظل حركة الإصلاح الوطني.
ويبدو أن التجربة الديمقراطية على هذه الرواية قد راقت لأعوان الشيخ الذين هاجروا معه مكرهين من موطن الصبا والشباب والمنزل الأول هربا بدينهم وفكرهم إلى الإصلاح التي لا يظلم فيها أحد، سريعا ما ظهر لهم أن في الإعادة إفادة، ولا أولى بدون ثانية، فأعادوا الكرة مع شيخ الأمس جبار اليوم، علامة البارحة جاهل اللحظة..لينخرطوا بذلك في مسار طويل من الشد والجذب بين هذا وذاك إلى أن أحيت وزارة الداخلية القضية بطبعة مزيدة ومنقحة مذكرة الجميع أن قرار السماح بالمشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل رهين بعقد المؤتمر الوطني، في تعليمة تلقتها السلطات المحلية مفادها انسحاب المنع من المشاركة على حركة جاب الله.
مما طرح تساؤلات حول العلاقة اللزومية بين النعمة والكفر من جهة، وعلاقتها بالشكر من جهة أخرى، وعلى القارئ أن يتصور المشكور والمكفور به في جميع الحالات، لنغادر على إثرها البيت الداخلي للإصلاح ميممين ذات اليمين وذات الشمال لإظهار صورة العلاقة الخارجية بين أبناء التيار الواحد، الذي يحكمه الصراع والتناحر السياسي المغلف باللباس الديني؛ فإذا كانت الشتائم بين أقطاب التيار الديمقراطي لا تتعدى الوسم بالخيانة والعمالة، فإنه في الجوارية الإسلامية على طريقة مصطفى العقاد "قتلانا في الجنة وقتلاكم في السعير"، أي أن الخطأ من هذا الطرف أو ذاك تذكرة سفر مضمونة من الخصم إلى جهنم وبئس المصير، في حين أن المعركة إذا صح التعبير لا تتجاوز التمثيل في اللجان البرلمانية المختلفة، أو في الوفود الخارجية، أو في حكومة البلاد، من باب لا مكان في الساحة إلا لي ولمن يسبح بحمدي.
والظاهرة في حد ذاتها ليست غريبة على التركيبة السياسة الجزائرية، من جميع الأطياف، والغرابة أن تأتي ممن يحتلون صورة الأولياء الطاهرين الأزكياء في المخيال الشعبي للجزائر العميقة.
والمفيد أن التناحر بين الإسلاميين داخل الهيكل الواحد، وبين مختلف الجماعات السياسية على الساحة سيجعل منهم وعاء مثقوبا، بعد أن تباهوا في كل مرة أنهم الخزان الوحيد للكتلة الشعبية الأكبر في الجزائر، لا ينجد حتى نفسه فكيف له أن ينجد غيره، في واقع ما قبلي يشهده المواطن العادي قبل المتابع للشأن السياسي في البلد، لأن النهضة هزيلة هزالا بينا، والإصلاح عوراء بين عورها، وفصائل أخرى بين أبكم، وأعرج، في فسيفساء يبين منها شعار ضرب الإسلاميين بالإسلاميين ليخرج غيرهم من بينهم سالمين لعهدة تشريعية قادمة.
طـــــــــــــــــــــــــــــــــ.ع[/size]
الرئيسية 
أحدث الصور 
الثلاثاء 16 سبتمبر - 6:23
